بات اللقاء الذي جمع بين نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، ووفد رسمي إيراني في 2014- وهو لقاء عابر لعرض وجهات النظر- أكذوبة توظفها الأجهزة الأمنية ومرافق الشئون المعنوية المعروفة باللجان الإلكترونية والذباب السعودي والإماراتي على “تويتر”، للتشنيع على الجماعة ورميها بالباطل؛ لتبرير حملتها القاسية العنيفة في سبيل استئصال ركن ركين من أركان المسلمين السنة.

“إنترسبت” لم تأتِ بجديد، كما تجاهلت أبجديات العمل الصحفي، وهي استعراض المعلومات على المصادر، إن شاء أثبتت أو نفت، “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة”، وهو ما عُرف في الصحافة الحديثة بالصحافة الاستقصائية.

ماذا قالت إنترسبت؟

قالت مجلة “إنترسبت” الأمريكية، إن لقاءً جمع قيادات من جماعة الإخوان المسلمين بممثل عن الحرس الثوري الإيراني، عقد في تركيا خلال عام 2014. وأضافت أن اللقاء كان ضمن وثائق مسربة حصلت عليها من تقارير سرية للمخابرات الإيرانية.

وأوضحت أن اللقاء جرى بين ممثل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والذي يدعى أبو حسين، وقيادات الإخوان إبراهيم منير ومحمود الأبياري ويوسف ندا، بعدما رفضت تركيا منح سليماني تأشيرة لدخول أراضيها. وهو ما دعا المراقبين إلى التساؤل: كيف أن اللقاء في تركيا بحضور “سليماني” الذي رفضت السلطات التركية حضوره؟! فضلا عن تضمن التقرير الذي نشرته المجلة نفي الاقتصادي يوسف ندا حضور اللقاء.

واعتبرت المجلة أن اللقاء بحث “عقد تحالف مشترك بين إيران كممثلة للشيعة، وتنظيم الإخوان المسلمين صاحب النفوذ لدى المسلمين السنة”، وهو ما نفاه نائب المرشد العام للجماعة، إبراهيم منير، في حوار مستقل، بعدما أعلنت إنترسبت عن أنها تواصلت معه ولكنه لم يجب.

ولكن المجلة كانت صريحة عندما أبرزت أن “وفد الإخوان أبلغ ممثلي الحرس الثوري الإيراني بأنهم غير مستعدين لقبول أي مساعدة من إيران للعمل ضد الحكومة المصرية”.

ولكنها رأت أنه “ربما أدرك قادة الإخوان أنهم سيُشوَّهون في مصر إذا طلبوا المساعدة الإيرانية لاستعادة السلطة في القاهرة”، وهو ما يحتمل الصحة بنسب ودرجات.

وأشارت إلى أن “الوفد أكد أن جماعة الإخوان المسلمين ملتزمة بـ”النهج السلمي الإصلاحي” للتغيير في الشرق الأوسط، مشددين على أنهم “دربوا أنفسهم على التحلي بالصبر أكثر من الإيرانيين”.

نقاط النفي

وفي حواره مع عربي 21، تعليقًا على ما ذكرته إنترسبت، من أنه “تم التأكيد على نقطة مشتركة بين الجانبين هي “كراهية السعودية” رغم وجود الاختلافات بين إيران كرمز ممثل للشيعة والإخوان المسلمين كممثل للعالم السني.

وبناء عليه عرض ممثلو الإخوان المسلمين أنه يمكن للجانبين توحيد صفوفهما، وأفضل مكان للقيام بذلك هو في اليمن، حيث تمتلك إيران نفوذًا من خلال التواصل مع الحوثيين، وفيما نفوذ الإخوان من خلال تغلغلها في القبائل السنية باليمن”.

وذكرت أنه تم الاتفاق بين الجانبين على “أن تبذل الجهود لتخفيف الصراع بين الحوثيين والقبائل السنية ليستخدموا قوتهم ضد السعودية”.

نفي منير

ونفى الأستاذ إبراهيم منير وجود اتفاق من الأساس، حيث قالت المجلة في تقريرها الذي صدر أمس 18 نوفمبر، إن “ممثلي الحرس الثوري الإيراني أصروا خلال الاجتماع على عدم وجود أي خلاف مع الإخوان المسلمين وهو ما رفضه وفد الإخوان”.

وقال “منير”: إن “هذا الأمر غير صحيح، إلا أنه كان من الطبيعي أن يتطرق اللقاء للحديث عما يجري في المنطقة العربية والخلاف مع السعودية.

وكان رأي الإخوان الواضح هو “رفض أي هجوم على المملكة العربية السعودية، لأننا بالتأكيد لا نرجو لأي دولة من دول المنطقة أن يحدث فيها أي مشاكل تحول دون استقرارها”، بعكس الموقف السعودي الرسمي الذي أيد ودعم الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي.

وأضاف “وقعت على جماعة الإخوان “مظالم”، جراء السياسة السعودية تجاه دعم الانقلاب العسكري المصري، وقال “كالعادة نلجأ إلى الله فيها، ونصبر على ما نناله وما يحدث لنا، مع اليقين أن عدالة الله هي القائمة، ونرضى بقدر الله سبحانه وتعالى، وسنصبر كما صبرنا على كل المحن الماضية، ونحن على يقين أنها ستنتهي بإذن الله”.

علكة ممجوجة

وسبق أن أُثير اللقاء بين الإخوان المسلمين والوفد الإيراني في عدة دوريات انقلابية مصرية، فضلا عن ذكره على ألسنة قادة الثورة المضادة في مصر والإمارات، علاوة على رمي بالباطل حول زمن ومكان اللقاء والأشخاص الحضور.

ففي 26 يوليو 2017، نشرت “فيتو” خبرين بعنوان “اجتماع سري بين الإخوان وملالي إيران لإنقاذ «تميم» من ورطته”، و”بالصورة.. «الإخوان» تلتقي سرا وفدًا إيرانيًّا في لندن”.

ونسبت في الخبر الأخير لشخص يدعى “ماهر فرغلي”، ووصفته بأنه “الباحث في شئون الجماعات الإسلامية”، قوله “إن وفدًا من جماعة الإخوان، على رأسه إبراهيم منير، نائب المرشد، التقوا أمس وفدًا إيرانيًّا بلندن، على رأسهم، محسن أراكي، موفد مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي”.

وزعم المدعو “فرغلي” أن اللقاء دار حول قطر والأوضاع في مصر، موضحا أن الإخوان يربطها بإيران تاريخ طويل جدًا من العلاقات والتنسيق على كل المستويات، بدءًا من استقبالهم رئيس حركة “فدائيان” إسلام “نواب صفوي”، وحتى الآن!.

وتحت العنوان الأول لـ”فيتو” في نفس التاريخ، زعمت أن تاريخ عقد اللقاء كان في يوليو 2017، وأنه كان متداولا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأدعت فيه الصحفية حنان عبدالهادي أن “رصدت عدسات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر”، صورة للقاء سري عقد أمس الثلاثاء، في لندن بين قيادات الإخوان منهم نائب المرشد إبراهيم منير، وعلي البيانوني، مراقب الإخوان السابق في سوريا، وعدد من ملالي إيران منهم ممثل خامنئي المرشد الأعلي الإيراني محسن أراكي، مشيرين إلى أن اللقاء عرض خطط الإخوان وإيران لإخراج حاكم قطر تميم بن حمد من أزمته مع الدول العربية المقاطعة لقطر.

ونسبت لللإنقلابي الإماراتي “على النعيمي مدير عام مجلس ابوظبي للتعليم” مستشار محمد بن زايد أنه “لقاء تآمري في إطار التحالف الإستراتيجي بين نظام الملالي والاخونجية ممثل خامنئي محسن أراكي مع نائب مرشد الإخوان إبراهيم منير في لندن بالأمس”.

غير أن منشور النعيمي الذي سجلته “فيتو” مسحه لاحقا ولكن بعد أن أعاد تغريدته على تويتر حمد العتيق، والذي يوصف بانه “باحث في الجماعات المتطرفة”، ود. أحمد الفراج وهو أيضا باحث سعودي “في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

ملامح التدليس وغياب النزاهة.. لقاء الإخوان وإيران بين صحف الانقلاب و”إنترسبت” الأمريكية

ملامح التدليس وغياب النزاهة.. لقاء الإخوان وإيران بين صحف الانقلاب و”إنترسبت” الأمريكية

ملامح التدليس وغياب النزاهة.. لقاء الإخوان وإيران بين صحف الانقلاب و”إنترسبت” الأمريكية

ملامح التدليس وغياب النزاهة.. لقاء الإخوان وإيران بين صحف الانقلاب و”إنترسبت” الأمريكية

ملامح التدليس وغياب النزاهة.. لقاء الإخوان وإيران بين صحف الانقلاب و”إنترسبت” الأمريكية